بسم الله الرحمن الرحيم
التقرير الختامي للندوة العلمية المنظمة في إطار الملتقى الجهوي الثامن في السيرة النبوية
بعنوان:
“التراحم والتكافل في السيرة النبوية وأثرهما في حياة الصحابة رضي الله عنهم”
تحت شعار:
“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”
بتاريخ 8-9 ربيع الثاني 1438ه الموافق لـ 7-8 يناير 2017م
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وأزكى الصلاة والتسليم على سيدنا محمد أرحم خلق الله أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الراشدين ومن تبعهم بالإحسان والرحمة إلى يوم الدين.
أيها الإخوة الكرام:
أزفت ساعة الفراق ولكن إن ترسخت هذه الأخلاق في الأعماق وانتشر نورها في الأفاق فنحن في وصال وتلاق.
فعلى مدى يومين مباركين – 8-9 ربيع الثاني 1438ه الموافق لـ 7-8 يناير 2017م – التأم شمل ثلة من العلماء الفضلاء والأساتذة الباحثين النبلاء في إطار الملتقى الجهوي الثامن للسيرة النبوية لمدارسة موضوع “التراحم والتكافل في السيرة النبوية وأثرهما في حياة الصحابة رضي الله عنهم”، في أربع جلسات علمية مع جلستين: افتتاحية وختامية.
* الجلسة الافتتاحية: تناوب على إلقاء كلماتها كل من:
– فضيلة الأستاذ الدكتور محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة،
– وفضيلة الأستاذ الدكتور السعيد الحراق المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة طنجة تطوان الحسيمة
– وفضيلة الدكتور سيدي محمد السعيدي حفظه الله تعالى ورعاه المدير العام لمعهد الإمام نافع الخاص للتعليم العتيق وفروعه بطنجة.
* الجلسات العلمية الأربع:
– الجلسة الأولى من تأطير فضيلة الدكتور العلامة محمد الروكي في موضوع: “التراحم والتكافل الاجتماعي في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة”.
– الجلسة الثانية قدمها فضيلة الدكتور العلامة سيدي إدريس حنفي في موضوع: “التراحم والتكافل الاجتماعي في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة في مكة”.
– الجلسة الثالثة قدمها فضيلة الدكتور عبد الرزاق الصبيحي في موضوع: “التشريع المؤسس للتكافل الاجتماعي في المرحلة المدنية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تأصيلا وتنزيلا”.
– الجلسة الرابعة من تأطير فضيلة الدكتور العلامة عبد الله البخاري في موضوع:”رحمة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين تأصيلا وتنزيلا”
* الجلسة الختامية:
– قراءة التقارير والخلاصات العلمية لليومين الدراسيين.
– الدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين نصره الله وأيده ولكافة أسرته العلوية الشريفة.
ويأتي هذا التقرير في أربع نقاط:
شهادات وإشادات، إفادات ومستفادات.
النقطة الأولى شهادات:
أولا: شهادات التقدير الكبير والاعتراف بالجميل لمعهد الإمام نافع -الذي عودنا على كل خير نافع-على تنظيم هذه الندوة العلمية وعلى مساعيه الكريمة ومبادراته الحكيمة وذلك بمباركة وتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة، والمندوبية الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
ثانيا: شهادات التقدير للسادة العلماء ورثة الأنبياء والأساتذة الفضلاء لما بذلوه من الجهد والاجتهاد في تجلية خلق الرحمة والتكافل في سيرة خير العباد واستمداد ما يفيد في الهدي والرشاد.
ثالثا: شهادات لطالباتنا وطلابنا بأنهم اليوم شتائلنا اليوافع وغدا هم ثمارنا اليوانع وبعد الغد حصوننا الموانع، فليأخذوا بخلق الرحمة والتكافل اقتداء برحمة الله إلى العالمين صلى الله عليه وسلم -فنسأل الله تعالى أن يحفظنا في أبنائنا ويجعلهم هداة لكل خير جالبين لكل المنافع-.
رابعا: دعاء خاص وخالص بالجزاء الأوفى لكل المحسنين المنفقين على هذه الأعمال بسخاء وعلى رأسهم الحاج امحمد أربعي صاحب البذل والإنفاق الأوسع، فنسأل الله تعالى أن يجعله وذويه في المقام الأرفع مع النبي الشفيع المشفع ومع صحابته ذوي البذل الأنصع خاصة منهم أبا بكر وعمر وعثمان وعلي.
خامسا: شهادات تقدير خاص بجنود الخفاء المنظمين والساهرين على إنجاح هذا الملتقى وغيره، فلهم من الله تعالى الجزاء الأوفى ومرافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن به اقتدى ونهجَه اقتفى في يوم الوفى.
النقطة الثانية إشادات:
ويتعلق الأمر بإشادة كل المتدخلين من السادة العلماء والأساتذة الباحثين بموضوع الندوة من جوانب أربعة:
الأول: من حيث كونه مدارسة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيرة الأكمل والنموذج الأمثل لتنزيل الدين في الواقع والتخلق الأفضل بما تخلق به الرسول صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق الفردية والجماعية.
الثاني من حيث كون هذه السيرة وضعت للامتثال والتطبيق والاهتداء والاقتداء فلا صلاح ولا إصلاح لهذه الأمة إن لم تهتد بمعالم المنهاج النبوي في التربية على قيم التراحم والتعاون والتضامن، والتكافل والتناصر، والتشاور والتناصح والتغافر.
الثالث من حيث كونه مناسبا للحاجات الراهنة لدفع المخاطر المحدقة بالأمة في التصورات والتصرفات ولما تعيشه الأمة من معضلات اقتصادية واجتماعية وبيئية إذ تعتبر السيرة النبوية منبعا للاسترشاد بهداياتها والاهتداء بتوجيهاتها.
الرابع: أن فيه إحياءاً وتجديداً لما دأب عليه المغاربة من مدارسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستخراج فقهها والتحلي بفضائلها وشمائلها.
النقطة الثالثة إفادات:
يمكن تلخيص ما أفاد به الفضلاء من الأساتذة الأجلاء في خمس إفادات كالآتي:
– أن خلق التراحم والتكافل روح تسري في كل سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، في كل مواقفه وأقواله وأحواله وتصرفاته عليه الصلاة والسلام: فهو فيما قبل البعثة صنع على عين الله ليكون نقي الطبع سليم الصدر محباً للخير منابذاً للشر مؤهلاً لتلقي رسالة الإسلام عن بارئه لهداية الخلق، وهو بعد البعثة يتصرف وفق الوحي برعاية من ربه جل جلاله.
– خلق التراحم والتكافل هو روح الدين الأصيلة ورأس حكمه العظيمة الجليلة، إذ لم يوجد تشريع في القرآن ولا في السنة ولا في السيرة إلا وهو رحمة ظاهراً وباطناً حالاً أو مآلاً في الجزئيات والكليات في الخاص والعام لم يَشِذَّ عن ذلك حكم من الأحكام في الحلال والحرام.
– خلق الرحمة والتكافل في سيرته خلق كامل شامل: كامل لأنه مبرأ من كل عيب أو نقصان، وشامل لأنه لم يقتصر على ما هو إنساني بل تعداه إلى عالمي النبات والحيوان. ولذلك فمدارسة سيرته من هذا الجانب لا تسعف في حل مشكلات المجتمعات الإسلامية فقط وإنما تسعف في حل معضلات البشرية عامة ومشكلات البيئة بشكل أعم.
– أن أشكال التراحم والتكافل في السيرة النبوية عديدة وتجلياتها متنوعة: من ديات وزكاة وصدقة وهبة وعارية وقرض وعريَّة ووقف وكفالة يتيم وإكرام للضيف ومؤاخاة…
– أن تربية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة كان مدارها على غرس خلق الرحمة وزرع كل ما يشيد صرح التكافل ويعزز ما يقوي البناء المتلاحم المتراحم، فجاءت سيرتهم من سيرته، وكانت تصرفاتهم على هديه وتوجيهاته.
النقطة الرابعة مستفادات:
– السيرة النبوية منبع ثر غزير لاستلهام الحلول المفيدة للحياة البشرية عامة، وخلق التراحم والتكافل مفتاح فعال لمعالجة ما تعانيه الأمة من معضلات الأنانية والفقر والمجاعة والتخلف والغلو والجهل والشذوذ الفكري والسلوكي.
– استحضار خلق التراحم والتكافل وكل الأخلاق الاجتماعية من تآزر وتعاون في المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية يعد مدخلا سليما لتربية الناشئة تربية سليمة قويمة، وإشاعة قيم التراحم الاجتماعي.
– كل تصرف من تصرفات المسلمين اليوم إذا لم يكن مبنيا على التراحم والتكافل فهو مناقض للأصول ومخالف لما بعث من أجله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يصدر إلا عن حقود أو جهول لا تقره العقول السليمة ولا الفطر القويمة، فهو أولى بالإنكار، وأدعى للتعاون على محاصرته من الانتشار.
– ضرورة الاعتزاز بجهود المغاربة عبر التاريخ في إبداع أشكال من التكافل والتراحم كان لها أثرها الفعال في نمو الخير في الأمة وحفظ استمرارها حتى صار ذلك ميزة حضارية وخصيصة ثقافية تجلى ذلك في أعمال البر والإحسان والتعاون والوقف والتعليم والوصايا.
– أهمية الإشادة والاعتزاز بالنموذج المغربي والتجربة الرشيدة لأمير المؤمنين في إعطاء القدوة في العناية بخلق التراحم والتكافل وقضاء حوائج الضعفاء والفقراء حتى صار هذا الخلق موجها لتوجهات المملكة داخليا وخارجيا.
وفي الختام لابد من تجديد الشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاح هذا الملتقى ونسأل الله تعالى الهدى والتقى والرفعة في كل مرتقى.
وختاماً:
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمداً السادس وأن يقر عينه بولي عهده مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه مولاي رشيد وكافة أفراد أسرته الشريفة إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
الجلسة الافتتاحية
الجلسة العلمية الأولى
الجلسة العلمية الثانية
الجلسة العلمية الثالثة
الجلسة العلمية الرابعة